أسس ديفيد عزرائيل مؤسسة عزرائيل وتبرّع لها بمعظم ثروته. في حياته وبعد مماته، أوصى مؤسسة عزرائيل بمساعدة الآخرين وتمكين كل إنسان من تحقيق إمكاناته.

وُلِد ديفيد أزريلي في بولندا عام 1922، ونجا من الهولوكوست، وهاجر إلى إسرائيل، وشارك في حرب الاستقلال، وانتقل إلى كندا عام 1954. بدأت حياته المهنية ببناء متواضع لأربعة شقق دوبلكس في مونتريال في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ثم أصبحت عملاً طوال حياته في التصميم والتطوير العقاري وإدارة الممتلكات، مع بصمته الفريدة الواضحة في أبراج المكاتب والفنادق ومراكز التسوق في كندا والولايات المتحدة وإسرائيل.

عكس نجاح ديفيد عزريلي المهني في كندا وإسرائيل حبه العميق وإخلاصه لكلا البلدين. قال ذات مرة: "لديّ موطنان، مكانان أحبهما، وقد حظيتُ فيهما بفرصة ممارسة ما أحبه أكثر من أي شيء آخر. أتيحت لي فرصة التعبير عن نفسي مهنيًا لأول مرة في كندا. كما سمح لي هذا النجاح، على مر السنين، بتحقيق حلم المساهمة في وطني الثاني، إسرائيل. لطالما كان الحلمان متشابكين".

كان عزريلي رائد أعمال ملتزمًا وصاحب رؤية، ورجل أعمال، وفاعل خير، سواءً على الصعيد الشخصي أو من خلال المؤسسة، حيث دعم بسخاء مبادرات في مجالات التعليم، والهندسة المعمارية والتصميم، وإحياء ذكرى الهولوكوست، والأشخاص ذوي الإعاقات النمائية، والبحث العلمي والطبي، والفنون. وقد انعكس فهمه لأهمية التعليم في مسيرته الشخصية. ففي سنواته الأولى في كندا، حصل على درجة البكالوريوس من جامعة مونتريال، وفي عام ١٩٩٧، وفي سن الخامسة والسبعين، حصل على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة كارلتون.

ومن بين الجوائز والأوسمة التي تلقاها ديفيد تقديراً لمساهماته وإنجازاته العديدة أعلى الأوسمة المدنية من حكومة كندا ومقاطعة كيبيك، والمشرف الفخري على مدينة القدس، والدكتوراه الفخرية من جامعة كونكورديا، وجامعة يشيفا، وجامعة كارلتون، وجامعة تل أبيب، ومعهد التخنيون - معهد إسرائيل للتكنولوجيا، ومعهد وايزمان للعلوم.

رحل ديفيد عزريلي في يوليو/تموز 2014، محاطًا بعائلته. كان عمره 92 عامًا وقت وفاته.